dimanche 17 juillet 2011

تحية لحاشد




من مقومات الهوية  العربية الشخصية والجماعية الإنتماء القبلي الذي يوفر للمجموعات البشرية سندها الثقافي من مآثر القبيلة و بطولاتها، و يحتكم إليها الأفراد في نزاعاتهم و هي المفاوض عنهم في خلافاتهم داخل القبيلة و مع بقية القبائل حماية لمصالح منتميها سلما و حربا.

و للقبيلة أعرافها و أحكامها و نواميسها و أعيانها و حكماؤها و شعراؤها و جنودها و سلاحها و معاهداتها مع مختلف القبائل و علاقاتها العصبية والخلافية.

و من القبائل المؤثرة في اليمن قبيلتا حاشد و بكيل و من الأخيرة عائلة الشيخ سنان أبو اللحوم و تضم هذه العائلة خاصة عدة وجاهات نافذة في مجالات السياسة والقيادة العسكرية والطب والصيدلة والمشاريع الخيرية المختلفة كالمستشفيات والمدارس العليا المختلفة. و من بين أبناء الشيخ سنان الدكتور طارق أبواللحوم و هو طبيب متخصص متخرج من كليات الطب بفرنسا و باشر تكوين الإختصاص بتونس.

و تلعب قبيلة حاشد دورا محوريا اجتماعيا و سياسيا واقتصاديا باعتبار وحدتها العصبية والقيادية و تنوع مجالات نفوذها.

فقد احتل المغفور له الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر دورا هاما على المستوى السياسي باعتبار رئاسته لحزب الإصلاح و مساهمته الفعالة في الحرب لمقاومة حركة الإنفصال الجنوبي و رئاسته لعدة دورات نيابية للبرلمان اليمني . و قد ساند الرئيس علي عبد الله صالح بصفة وثيقة في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة سنة 2006 حيث-رغم تحالف حزبه داخل تكتل اللقاء المشترك و تقديمه لمرشح للرئاسة منافسا للرئيس صالح في شخص السيد فيصل بن شملان- إلا أنه أبى إلا أن يعلن دعمه لصالح، ابن قبيلته لهذه الإنتخابات.

و قد تميزت الحياة النيابية اليمنية في كثير من الحالات بتكريس الإنتماء القبلي في اتخاذ التوجهات السياسية والإنتخابية على حساب المجموعات الحزبية و خياراتها.

و قد مثلت وفاة الشيخ عبد الله الأحمر في 28 ديسمبر 2007  منعرجا في الحياة السياسية اليمنية باعتبار أفول الكاريزما والهالة القيادية التي كانت تحيط بالشيخ عبدالله الأحمر نظرا لدوره السياسي التاريخي الفريد في مسار اليمن الحديث و قيادته اجتماعيا و سياسيا واقتصاديا.

فقبيلة الأحمر تدير عدة قطاعا اقتصادية مفصلية بالنسبة لليمن كمجالات الطاقة والإتصالات والتجارة الدولية والصناعات المعملية دون اعتبار دورها المحوري في محافظة عمران و في العلاقات اليمنية السعودية واليمنية الليبية و تفاعلها مع الحركات الإسلامية العالمية والجهوية.

و قد تنامى في السنوات الأخيرة دور أبناء الأحمر و خاصة الشيخ حميد باعتبار دوره في قيادة حزب الإصلاح وفي المجالات الإقتصادية والنيابية.

و يحتل الشيخ حسين الأحمر دورا متناميا على رأس مجلس التضامن الوطني( مؤتمر شيوخ قبائل عموم اليمن) و علاقاته التاريخية كأحد قياديي المؤتر الشعبي العام.

أما الشيخ حمير الأحمر و إن  لم يتسنى له خلافة مركز أبيه بالبرلمان لصغر سنه إلا أنه احتل مركز نائب رئيس البرلمان اليمني خلال الدورة النيابية المنقضية.

و يبقى لعائلة الأحمر تأثيرها في منعرج التحول الديمقراطي الذي تعيشه الجمهورية اليمنية باعتبار مساندتها لمطالب التغيير والتحول الديمقراطي سواء على مستوى قيادة الجيش حيث كان اللواء علي محسن الأحمر القائد العسكري للمنطقة الشمالية أول من ساند التغيير و قام بحماية الثورة الشبابية، أو بقيادة الشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة الأحمر لحركة المقاومة المسلحة الداعمة لقوى التحول الديمقراطي باليمن.