samedi 21 mai 2011

القمة الخليجية التشاورية بالرياض

القمة الخليجية التشاورية بالرياض في 10 ماي 2011 أدانت "ما اعتبرته تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول المجلس و بالغ قلقها لاستمرار التدخلات الإيرانية من خلال التآمر على الأمن الوطني و بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطنيها مرحبين بعودة الهدوء والإستقرار في البحرين"

 كما رحب المجلس بعضوية الأردن للإنضمام إلى المجموعة الخليجية و وجهت الدعوة للمغرب للإنضمام.

 أما بخصوص اليمن فقد دعت الاطراف لقبول مبادرة المجلس باعتبارها السبيل الممكن والأفضل للخروج من الأزمة و تجنيب اليمن المزيد من التدهور الأمني والإنقسام السياسي.

 كما رحب المجلس باتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية بين فتح و حماس.

مع العلم أن المغرب و إن رحبت بهذا التوجه إلا انها قد أكدت تمسكها ببعدها و فضائها المغاربي.


ملاحظة: تم تعليق المبادرة الخليجية  بشأن اليمن يوم الأحد 22 ماي 2011 بقرار من المجلس الوزاري الخليجي بعد امضائها من قبل المؤتمر الشعبي العام و كذلك من قبل أحزاب اللقاء المشترك بعد رفض الرئيس علي عبد الله صالح امضاءها، و قد تم تطويق مقر سفارة الإمارات العربية المتحدة من قبل مناصري الرئيس اليمني أين تواجد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي و سفراء كل من الولايات المتحدة الأمريكية و سفير بريطانيا. و قد تم إجلاء المحتجزين من السفراء باستعمال مروحيتين.

منطلقات السياسة الخارجية التونسية

من المنطلق التاريخي تعتز تونس بإرثها العالمي في مصادره و تنوعه و عمقه الحضاري الذي نهلت على أحقابه المختلفة عصارة رحيقه بما أثرى عناصر مقوماتها ورفد مساهمتها الفعالة على مر العصور في الفكر والتقدم البشري في شتى المجالات وهو ما بوأ شعبها بأن يكون له شأو في منازلة الحضارة الرومانية. وقد  وصل إشعاعها الحضاري بقيام أمبراطورية  قرطاج أوجه  في البحر الأبيض المتوسط شماله و جنوبه  باسطة نفوذها الشاسع على كامل محيطها.
وقد كان لتونس المكانة المرموقة في مساندة مد الفتح الإسلامي شمال و جنوب الصحراء وصولا لإرساء الدولة الإسلامية بشبه الجزيرة الأيبيرية في الأندلس لما يناهز الخمسة قرون .
كما كان لأبنائها مساهمتهم في إثراء الفكر الإسلامي والتلاقي الحضاري الإنساني في مجالات الطب والإجتماع والأدب والسياسة.
و تنصهر الدبلوماسية التونسية العريقة في مسار بناء العلاقات الدولية المعاصر متجذرة في محيطها و مقومات الحضارة الإنسانية مختزلة في توجهاتها الإحترام المتبادل للسيادة و دعم قضايا العدل والسلم و ترسيخ الحوار والتفتح الحضاري.
و إن كان مشروع البناء المغاربي محورانطلاق توجهات دبلوماسيتنا الوطنية في أبعاد انتمائها الإفريقي والعربي والمتوسطي ومشاركتها في المنتظم الأممي، تلتقي دبلوماسيتنا مع المد الإنساني العالمي في كافة أبعاده انتهاجا لكافة و سائله دعما لقضايا الحق والعدل والمساواة والتعاون الدولي المتكافئ على المستويات الثنائية والجهوية والعالمية.
و إن تزامنت الحركات الشعبية وكادت تتلاقى في منطقتنا العربية في منطلقاتها و مسبباتها فلكل قطر عربي مقوماته الذاتية الاجتماعية و السياسية والتاريخية الخاصة.
وقد كان محور هذه الحركات على اختلاف أوجهها تحقيق التداول على السلطة ووسائل تحقيقه بما يكرس المواطنة من جهة والقطع مع ما تردى من انخرام التوازن الإجتماعي و تفشي ظواهر سلبية في تصريف وتسيير الشأن العام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على المستوى الداخلي والخارجي.
لقد طغى البناء الداخلي وأولوياته الوطنية فجر استقلال تونس على توجهات السياسة الخارجية باعتبار انخراط تونس الفاعل في مشاريع التنسيق الجهوي والدولي الذي تحققه منظماته .
و تفاعلت العناصر الوطنية لكل دولة عربية بمقوماتها الخاصة مع التطورات الدولية الفكرية والسياسية والصناعية والاجتماعية وقد شهدت المنطقة العربية بعد المد العثماني حقبة الاستعمار باختلاف أوجهه وتأثيراته.
كما أثرت على توجهاتها خصوصية الكفاح التحريري لكل بلد عربي و تطور البناء السياسي للدولة باعتبار قدراتها ومدى اندماجها أو انغلاقها على محيطها الخارجي والتحولات التي طبعت العلاقات الدولية إبان  الحرب الباردة و صولا لانهيار الإتحاد السوفياتي والمعسكر الإشتراكي عموما و هيمنة القطبية الأحادية و مقتضياتها.
و ساهمت الثورة المعلوماتية بتطور وسائل النقل الفضائية والتواصل بين الأفراد والجماعات والشعوب على اختلاف مشاغلها في رسم توجهاتها و تفاعلها و هو ما تجلى في انتقال الشعارات التي رفعها المتظاهرون في كل من تونس و مصر و سوريا والبحرين و كذلك اليمن.
و إن توحدت العبارات فالمقاصد قد اختلفت من بلد لآخر.

الحزبية المصلحية والديمقراطية النرجسية

المعارضة و إن كانت ظرفية فإن وسائلها سلبية رفضية لا ترقى لإيجابية البناء و غالبا ما تكون منطلقاتها ذهنية هدمية نرجسية باعتبار اعتدادها بطروحاتها و محدودية آفاقها الفكرية والنظرية وانقطاعها عن الواقع والمنطقية.


فغالبا ما تتراءى لها المصلحة العامة في مصالحها العنصرية فتتحالف مع المتضلمين الموهومين بأعداء خياليين و لتصفية حسابات مع مؤسسات تنفيذية سيادية بالتشهير بعناصرها الآلية اللاشخصية. وهو ما يحول المعارضة الشخصية لمعارضة مؤسساتية تعزل عناصرها عن المجموعة التي تقيم أنها منطلق شرعية أطروحاتها، كما تصبح مستهدفة من قبل التنظيمات المؤسساتية.

و ذلك لغياب الوعي المؤسساتي عن العناصر النرجسية التنظيرية. فإن كانت الشرعية الظرفية ذات منطلقات شعبوية فإن الشرعية المطلقة للإطار القانوني التنظيمي والمؤسساتي السيادي قبل أن تكون عرضا لعناصر ذات شرعية ظرفية محدودة ببرامج مشروعيتها الشعبية الوقتية.

و لن يستقيم النظام الديمقراطي و قيم المواطنة دون الإلتزام بعلوية القوانين واحترام المؤسسات في شرعية سيادتها الوظيفية اللاشخصية و سلامة التعامل بين الأشخاص الطبيعيين والمعنويين لا تستقيم إلا في إطار احترام المؤسسات و مراقبة و علوية القوانين المنظمة لعلاقاتها ببعضها و بعناصر بعد سيادتها العضوية الظرفية و المتطابق مع الشرعية الشعبية السائدة في حدود نفوذها الزمنية والجغرافية والعقائدية والسياسية.