samedi 21 mai 2011

منطلقات السياسة الخارجية التونسية

من المنطلق التاريخي تعتز تونس بإرثها العالمي في مصادره و تنوعه و عمقه الحضاري الذي نهلت على أحقابه المختلفة عصارة رحيقه بما أثرى عناصر مقوماتها ورفد مساهمتها الفعالة على مر العصور في الفكر والتقدم البشري في شتى المجالات وهو ما بوأ شعبها بأن يكون له شأو في منازلة الحضارة الرومانية. وقد  وصل إشعاعها الحضاري بقيام أمبراطورية  قرطاج أوجه  في البحر الأبيض المتوسط شماله و جنوبه  باسطة نفوذها الشاسع على كامل محيطها.
وقد كان لتونس المكانة المرموقة في مساندة مد الفتح الإسلامي شمال و جنوب الصحراء وصولا لإرساء الدولة الإسلامية بشبه الجزيرة الأيبيرية في الأندلس لما يناهز الخمسة قرون .
كما كان لأبنائها مساهمتهم في إثراء الفكر الإسلامي والتلاقي الحضاري الإنساني في مجالات الطب والإجتماع والأدب والسياسة.
و تنصهر الدبلوماسية التونسية العريقة في مسار بناء العلاقات الدولية المعاصر متجذرة في محيطها و مقومات الحضارة الإنسانية مختزلة في توجهاتها الإحترام المتبادل للسيادة و دعم قضايا العدل والسلم و ترسيخ الحوار والتفتح الحضاري.
و إن كان مشروع البناء المغاربي محورانطلاق توجهات دبلوماسيتنا الوطنية في أبعاد انتمائها الإفريقي والعربي والمتوسطي ومشاركتها في المنتظم الأممي، تلتقي دبلوماسيتنا مع المد الإنساني العالمي في كافة أبعاده انتهاجا لكافة و سائله دعما لقضايا الحق والعدل والمساواة والتعاون الدولي المتكافئ على المستويات الثنائية والجهوية والعالمية.
و إن تزامنت الحركات الشعبية وكادت تتلاقى في منطقتنا العربية في منطلقاتها و مسبباتها فلكل قطر عربي مقوماته الذاتية الاجتماعية و السياسية والتاريخية الخاصة.
وقد كان محور هذه الحركات على اختلاف أوجهها تحقيق التداول على السلطة ووسائل تحقيقه بما يكرس المواطنة من جهة والقطع مع ما تردى من انخرام التوازن الإجتماعي و تفشي ظواهر سلبية في تصريف وتسيير الشأن العام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على المستوى الداخلي والخارجي.
لقد طغى البناء الداخلي وأولوياته الوطنية فجر استقلال تونس على توجهات السياسة الخارجية باعتبار انخراط تونس الفاعل في مشاريع التنسيق الجهوي والدولي الذي تحققه منظماته .
و تفاعلت العناصر الوطنية لكل دولة عربية بمقوماتها الخاصة مع التطورات الدولية الفكرية والسياسية والصناعية والاجتماعية وقد شهدت المنطقة العربية بعد المد العثماني حقبة الاستعمار باختلاف أوجهه وتأثيراته.
كما أثرت على توجهاتها خصوصية الكفاح التحريري لكل بلد عربي و تطور البناء السياسي للدولة باعتبار قدراتها ومدى اندماجها أو انغلاقها على محيطها الخارجي والتحولات التي طبعت العلاقات الدولية إبان  الحرب الباردة و صولا لانهيار الإتحاد السوفياتي والمعسكر الإشتراكي عموما و هيمنة القطبية الأحادية و مقتضياتها.
و ساهمت الثورة المعلوماتية بتطور وسائل النقل الفضائية والتواصل بين الأفراد والجماعات والشعوب على اختلاف مشاغلها في رسم توجهاتها و تفاعلها و هو ما تجلى في انتقال الشعارات التي رفعها المتظاهرون في كل من تونس و مصر و سوريا والبحرين و كذلك اليمن.
و إن توحدت العبارات فالمقاصد قد اختلفت من بلد لآخر.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire