vendredi 4 mars 2016

حتى لا نجعل من صنعاء كعبة لأبرهة


حتى لا نجعل من صنعاء كعبة لأبرهة واستهدافا لقبلتنا.
إن اليمن أشد ما هو بحاجة إلى تجسيد الحديث الشريف لقوله صلى الله عليه و سلم "الحكمة يمانية والإيمان يمان".
إن ثلاثية بناء المجتمعات العربية بعد خروجها من العصر الجاهلي لا بد أن تواكبها ثورة فكرية تنئ بها عن مربع القبلية واشكاليات ما وضعها فيه عالم الاجتماع ابن خلدون من اقتصار تحركها في مثلث القبيلة والعصبية والغنيمة.
فبدون تجاوز معظلة الخلاف والإختلاف والتعصب الفئوي والمذهبي والمناطقي وتضخم الأنا واستعداء الآخر و تغلب العوا...طف على العقل والإستنباط والإبتكار والخلق والإبداع سنكرس تبعيتنا وتحكم القوى الخارجية في مصائرنا ووجودنا ككيانات فاعلة. ولنترك ما لقيصر لقيصر.
أتى الربيع العربي ليشعل فتيل الفتن والنزاعات الكامنة و ليقوض أركان كيانات وطنية متداعية تجاوزت التحولات والتحديات التي تواجهها جهويا و دوليا قدراتها على استيعابها دون التحكم في مجرياتها.
فإذا ما كانت العصبية مطلوبة فإن إعمال العقل والتعقل واستيعاب روح العصر ومجرياته في ما تمثله من بناء التجمعات الإقتصادية والسياسية والكيانات الإقتصادية العابرة للدول والقارات شرقا و غربا والعمل على بناء أمن جماعي و تطوير منظومات العلم والمعرفة، حتمية تاريخية.
تتشضى الساحة العربية الإسلامية إلى فرق و نحل ومذاهب ومتاعب لا طائل من ورائها سوى الإنقسام والمخالفة والخلاف والإختلاف. وقد استبدلنا عوضا عن بذور التضامن والتآزر بذور الفرقة والتطاحن بما يأتي على المكاسب.
ما أحوج العالم العربي واليمن خاصة لرحلة يمنية جديدة تدعو للوحدة والتآخي ونبذ الفرقة والتحارب، لنسير على خطى الثعالبي ومفكرينا وباحثينا من ابن خلدون للطاهر بن عاشور وهشام جعيط وغيرهم من الباحثين ممن نبه الأمة لمخاطر تجدد الفتنة ودعوتهم لمغادرة سقيفة بني ساعدة والإقتتال والتطاحن حول الخلافة ومن أحق بها بين سنيينا و شيعتنا.
لقد كانت مخرجات الحوار اليمني بين مختلف مكونات المجتمع المدني والأحزاب والهيئات قد أتت بحلول مدروسة لحل معظلات الماضي والتفرقة وخاصة من بينها قضية صعدة والجنوب جديرة بتجاوز الموروث الصدامي ولبناء التكامل الوطني.
الإيمان يمان والحكمة يمانية: اليمن يتطلع لتضميد جراحه ولوضع حد لمأساته فلتتضافر جهود حكمائه وأقطابه وإلى تضامن المجتمع الدولي ومبادرات أصحاب مساع حميدة وتحكيم بين فرقائه لإخراجه من الأزمة التي تردى في تبعاتها و خصومات فرقائه.
التاريخ لا يسير إلا في اتجاه واحد فقيم الثورة والجمهورية اليمنية قيم ثابتة لا يمكن بحال من الأحوال وضعها موضع الشك والتساؤل أو الإلتفاف أو الإنقلاب عليها لما تمثله من أرقام لا محيد عنها في معادلة البناء والتقدم راسخة في وجه أي مشروع ظلامي وانتكاس عن الوحدة والتضامن والبناء الوطني والمساهمة في مسيرة السلم والأمن والسلام لليمن في جميع مكوناته واتجاهاته الفكرية والأدبية والسياسية وهويته العربية الإسلامية الأصيلة وتفتحه أخذا وعطاءا في بناء الحضارات التي يكتنز من موروثها قيما ومنابع ستزهر خيرات لشعبه وللعالم منافع.