lundi 10 septembre 2012

سياسة الإحتواء

سياسة الإحتواء: من محاصرة المد الشيوعي لوضع بذور الفتنة في المنطقة العربية.

لقد آل اندحار الإتحاد السوفياتي واحتواء المد الشيوعي في العالم و في أوروبا على وجه الخصوص، لتوجيه المقاومة الإسلامية لاستهداف الغرب بصفة عامة و أمريكا على وجه أخص.
و تحتل الثروة البترولية والغازية و مسالك النقل البحرية أهمية بمكان، كما أن مواقف الدول المنتجة و محيطها الجغراسياسي أساسية بالنسبة للدول المستغلة لهذه الثروات سواء مباشرة باقتنائها أو بصفة غير مباشرة لإعادة استثمار و توظيف عائداتها.

فاغلب الشركات المنتجة تعود في معظمها للدول الغربية و أمريكا تحديدا، كما أن تطوير الصناعات البترولية والصناعات المرتبطة بيد مجمعات عالمية غربية نافذة.

فإذا ما حاولت الولايات المتحدة الأمريكية احتواء المنطقة العربية و ادماجها سلميا في بوتقة التعاون الدولي بإقامة مشروع الشرق أوسط الكبير،  لتجاوز معضلة الشرق الأوسط و النزاعات حول النفوذ والوجود، بين العرب والكيان الإسرائيلي، فلقد باءت أغلب المحاولات إلى ما يشبه حوار الصم.

فإلى جانب الحذر الذي أبدته دول المنطقة العربية لما تضمنه المشروع من تحرير المبادرة السياسية و ارساء التقاليد الديمقراطية والمشاركة و قيم الحرية والعدالة الإجتماعية، فلقد كانت التنظيمات الشعبية غير مرتاحة لأهدافه و غاياته أمام تضاؤل بوادر المشروع الوطني و تنامي الحس العقائدي  في المنطقة أمام تفاقم الإحباط العام لمحدودية المشاريع التنموية و تفاقم الفقر والبطالة وانسداد الأفق أمام شرائح واسعة من المجتمعات العربية.

لقد مثل مجال الديمقراطية و حقوق الإنسان الإقتصادية والإجتماعية والمشاركة والحريات سلاح تدخل قوض المجتمعات التي اتبعت لردهة من الزمن الإشتراكية والمركزية فانهار الإتحاد السوفياتي و حلف فرصوفيا و توالت في هذه الحقبة تداعياتها لتشهد انهيار كافة الأنظمة المستهدفة.

و قد ولدت هذه الفترة مشاريع فوضوية للهيمنة على المناطق العربية، تقدمتها الهيمنة على موارد النفط والثروات العربية بالحرب الإيرانية العراقية واحتلال الكويت و إقامة التحالف الدولي بعتاد و   قيادة وتدخل الحلف الأطلسي لتحرير الكويت بادئ الأمر فاحتلال العراق وتقويض نظامه و إقامة نظام كرس التفرقة الإجتماعية والسياسية و كرس انقسام الجبهة الداخلية و ترسيخ التناحرالطائفي و توسيع الشرخ بين المتناقضات في المنطقة بين الشيعة و السنة و فرق و نحل متناحرة متجافية ومتضاربة.

تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى:
وقد أدت الأزمة الإقتصادية الدولية إلى تأجيج الإنقسام والحركات الشعبية وانسداد الأفق لأي تغيير زاد من حدته في تونس انطلاق حملة المناشدة صيف سنة 2010، أي أقل من سنة بعد تنظيم الإنتخابات الرئاسية والتشريعية التي مكنت من رسم آفاقها تحويرات دستورية كرست انسداد أي أمل في التغيير الحقيقي و نهج طريق المشاركة الفعلية والحريات.

آلت التناقضات إلى انفجار الأوضاع بالمناطق الداخلية للبلاد ما فتئت أن تفشت في أغلب المناطق.
وانهارت الأنظمة القائمة الواحدة تلو الآخرى لاهترائها الطبيعي و محدودية تأقلمها لتجاوز الأزمة الإقتصادية العالمية وانغلاق الدول المتقدمة واهتمامها بما يتهددها في محيطها المباشر باليونان، والبرتغال، وإيطاليا واسبانيا دون اعتبار منطلقاتها بانهيار عدة مؤسسات مالية أمريكية وانسداد و محدودية السيولة المالية الدولية و تفاقم العجز الأمريكي الذي بلغ حدودا غير مسبوقة من التداين وانحسار الأسواق والفرص و تقلص تنمية المبتكرات الدافعة للتنمية.

فإذا ما انحسرت التنمية لدى الأسواق العالمية فإن فرص التنمية في العالم الثالث المرتبط بالدول الصناعية يكون لها أسوأ الأثر اجتماعيا واقتصاديا ليعم الركود والجمود الإقتصادي وانغلاق الأفق أمام المبادرة والتشغيل.

وقد مكن انهيار الأنظمة القائمة من تنمية الشعور بالقضايا المحلية والجهوية و تقديم المشاريع القومية والدينية على المشاريع التنموية الإقتصادية والإجتماعية لتتوجه العناية بالأشكال على حساب المضامين مكرسة سياسة احتواء داخلية بفتح جبهات تناحر و تنافر داخلية على المدى المتوسط سوف لن تكون لها سوى تعميق التبعية والإحتياجات وتفاقم التناقضات الداخلية مدعمة تكريس هذه المناطق و خضوعها لنفوذ الدول المتقدمة و تبعيتها معززة مناعتها واستقرارها في ذات الحين. بما يمكن من بلوغ السياسة الأمريكية أهدافها بعد احتواء المد والنفوذ الشيوعي لاحتواء المد الإسلامي و ما وصفته بالإرهاب، الذي تجلت خطورته بأحداث الحادي عشر من   سبتمبر .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire