حوار الرفض
الأنا والآخر ثنائية الحوار بين التجاذب والتنافر، بين الإنبهار والرفض، بين التعايش والتناحر. فإذا ما أدى الرفض للإنعزال بما يجسده من الإعتداد بالذات والإكتفاء بقناعاته و مسلماته فإن الحوار وسيلة تحقيق ذاته والإلتقاء بالآخر.
على أن تأكيد الذات في محيطها الطبيعي والإنساني تخضع لقواعد الحاجة الحياتية المادية والمعنوية والروحية عبر الإلتقاء والتحاور مع الآخر.
فإذا ما كانت الحاجيات المادية تربط الإنسان بحتمية العمل والتعامل مع محيطه فإن تأكيد ذاته الإجتماعية الإنسانية يؤكد علاقته بالآخر و بمنظومة القيم و قواعد الإجتماع العرفية والوضعية.
ويفترض التعايش الإجتماعي امتثال الفرد لتنظيمات المجموعة التي بإمكانها توظيف قدراته و تحقيق حاجياته بما فيها الذاتية والأنانية على أنها في الآن نفسه تخضعه لقواعد الإجتماع التحفيزية والزجرية ، الترغيبية والترهيبية.
فالإجتماع لا يستقيم في غياب الرادع ذلك أن الواعز الديني والاخلاقي الذاتي محدود إن لم نقل معدوم أمام سلطان المادة والحكم السلطوي التوفيقي.
أما الإحتكام للمصالح الذاتية الفئوية والجهوية على حساب المصالح الوطنية التنموية فإنها إذ لا تحقق حتما هذه المطالب فإنها تعرض المجتمع لمخاطر التفكك والإندثار والنظام العام للصوملة الملائمة لنمو التطرف والإرهاب و لا أدل على بوادر هذا الخراب تقاطر الغربان على ساحة الإختلاف والتناحر.و ليست أحداث الروحية و غيرها من المؤشرات بخافية عن الأبصار، فاليتعظ من يريد أن يتعظ.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire