-ثورة الشباب اليمنية وانهيار النظام القائم
تزامنت الاحتجاجات مع ثورة جانفي المصرية
وكانت بسيطة في البداية ومقصورة على الشباب ولم يشترك أي من أحزاب المعارضة
التقليدية وتم قمع التجمعات الأولى بقوة السلاح من قبل الأجهزة الأمنية تزايدت أعداد المتظاهرين شيئا فشيئاً وبلغت ذروتها في
شهر فيفري لعام 2011 وقمعت الأجهزة الأمنية
الاحتجاجات السلمية وقُتل ما يقارب 52 متظاهر سلمي برصاص قناصة في الثامن عشر من مارس أعلنت الأحزاب
المعارضة دعمها للثورة بعد تصاعد الاحتجاجات في صنعاء وتعز وعدن والمكلا. تزايدت أعداد المتظاهرين رافضة أي نوع من الحوار مع صالح
دون تنحيه بلا شروط من رئاسة البلاد، تمسك صالح بالسلطة ووصلت أعداد المتظاهرين في
مدينة صنعاء وحدها إلى نصف مليون
متظاهر ووصل عدد القتلى بين المتظاهرين من فيفري 2011 إلى
أكتوبر إلى قرابة 1500 ووصل العدد إلى ألفي قتيل في فيفري 2012 تعرض صالح لمحاولة
اغتيال في 3 جوان 2011 بعد
حشد أنصاره في جمعة أسموها جمعة الأمن والأمان، في الوقت الذي اسماها شباب الثورة
والمعارضون جمعة الوفاء لتعز الصمود، تمت محاولة اغتيال الرئيس اليمني في مسجد دار
الرئاسة، إثر انفجار قنبلة داخل المسجد بالقصر الرئاسي وفق التقارير الرسمية أصيب اثرها صالح
بحروق بالغة واتهم "آل الأحمر" (زعماء حاشد) بالوقوف
وراء الحادث في حين نفى صادق الأحمر الاتهامات. توجه علي عبد الله صالح للسعودية للعلاج وبعد
توقيع "المبادرة الخليجية" والتي نصت على تسليم سلطات الرئيس للمشير عبد ربه منصور هادي ومنح صالح حصانة من الملاحقة القانونية هدأت المظاهرات.
الحوثيون من المعارضة الداخلية إلى تموقع الحراك جهويا و دوليا: من التمرد
على الدولة المحلي إلى الحراك الشيعي في المنطقة والعالم العربي.
اتهم عدد من
فقهاء الزيدية (منهم مؤسسون لحركة الشباب المؤمن) الحوثيين
بالخروج عن المدرسة الزيدية والإقتراب من الإثنا العشرية أو أنهم زيدية متطرفون وهو اتهام تشاركهم فيه الحنابلة المعادية للحوثيين. ذلك أن الحكومة اليمنية لجأت لتبرير حربها دينيا.
اتهمهم محمد بن عبد العظيم الحوثي بأنهم
"مارقين وملاحدة وليسوا من الزيدية في شيء" وحكم عليهم بالردة والخروج عن ماوصفه "بمذهب آل البيت" رد الحوثيون على هذه الاتهامات وقالوا أن
الفقهاء الزيدية المعارضين لتوجهاتهم علماء سلطة.
كان مقبل الوادعي يصف الحوثيين بأنهم "أهل بدعة" داعيا
إياهم للعودة إلى "السنة الصحيحة" وبشكل عام فإن الصيغ والتعابير التي كان
يستخدمها هي ذاتها المستخدمة في السعودية بدأ طلاب مقبل بتدمير وهدم المراقد الصوفية
في صعدة بالذات خلال تسعينات القرن العشرين انحياز الحكومة اليمنية إلى جانب مقبل الوادعي جعل الحوثيين
يشعرون أن دينهم وثقافتهم مستهدفة من الدولة نفسها بالإضافة للإنعزال الإقتصادي لصعدة، فالتهميش
الحكومي لسكان المحافظة جعلها خارج الدولة اليمنية وطور السكان المحليون اساليبا
للابقاء على استقلاليتهم الاقتصادية فلم تتأثر صعدة بأزمة عودة المرحلين من
السعودية عام1990 خلال ثمانينات وتسعينات القرن العشرين، ظهر جيل من
اليمنيين متشبع بالأفكار الدينية السعودية، قُدمت له تسهيلات من حكومة علي عبد الله صالح
للسيطرة على المساجد والمنابر والمدارس الحكومية في مناطق زيدية. إلى جانب التسهيلات الحكومية، اعتمد هؤلاء الحنابلة
الجدد على دعم خارجي لا محدود من السعودية لبناء المدارس والمساجد في صعدة. ويرفض هؤلاء تسمية وهابية ويفضلون سنة او
حنابلة او سلفية ولكن يُستخدم لفظ الوهابية كشتيمة ومسبة كتسمية روافض ولتأكيد ارتباطهم
السياسي والثقافي بالسعودية. يحرمون الديمقراطية والأحزاب السياسية واعترضوا على الإحتجاجات الشعبية ضد علي عبد الله صالح لإنه
"ولي أمر" إذ اعتبر مقبل الوادعي المظاهرات والإحتجاجات تقليدا "لأعداء
الإسلام". ويعتبرون النظام السياسي في السعودية النظام الأمثل للحكم.
الرد الحوثي جاء في التسعينات
بتأسيس حزب الحق الشيعي الاثنا
عشري لمقاومة المذهب الحنابلي سياسياً وتكوين حركة الشباب المؤمن بقيادة حسين بدر الدين الحوثي،
التنظيم الثاني مختلف عن حزب الحق الشيعي الاثنا عشري قليلاً لإنه ركز على جلب بعض
النشاط الشيعي الاثنا عشري إجتماعيا ودينيا في المنطقة، فبنوا المدارس الدينية
التي اسموها المعاهد العلمية في صعدة والجوف وصنعاء بأموال الصدقات والزكاة السنوية التي تجمع من سكان
صعدة وأعادوا طباعة مؤلفات بدر الدين الحوثي التي
يرد فيها على مقبل الوادعي وأقاموا المخيمات الصيفية للطلاب بل بنوا مدارس
داخلية كذلك. أصبحت المخيمات الصيفية تحديدا شعبية وبالذات بين القيادات القبلية
من خولان وبكيل ـ قبيلة مقبل الوادعي نفسه ـ الذين أرسلوا أبنائهم إليها وتجاوز الحوثية
الأطياف الإجتماعية في صعدة واتخذوا موقفاً أكثر عملية في مواجهة مقبل الوادعي وهو القول أن الزيدية هي المذهب اليمنيالأصيل وأن الحنابلة وسيلة سعودية
لزيادة نفوذها في اليمن وخلق الصراعات بين اليمنيين، وهذا الطرح ليس له تأثير في
أوساط الزيدية التقليدية فحسب بل بين أطياف واسعة من المجتمع اليمني كذلك. لإن
التوتر الطائفي في اليمن يعود إلى تغلغل المذهب الشيعي الاثنا عشري في
اليمن بداية الثمانينات.
محمد عزان الذي انشق عن الشباب المؤمن ذكر : أن الحوثيين يحصلون على أسلحتهم بسهولة في اليمن، في
أرض المعركة أو عبر ضباط فاسدين في الجيش، ذلك لأن المؤسسة العسكرية اليمنية كانت
منقسمة من بدايات الألفية الجديدة، واستاء نافذون مثل الجنرال علي محسن الأحمر من
رغبة علي عبد الله صالح تقوية
مركز ابنه أحمد على
حسابهم. فتكون جيشان في اليمن، الحرس الجمهوري اليمني بقيادة أحمد علي عبد الله صالح وجيش
آخر موال لعلي محسن الأحمر.
ويرى باحثون ان علي عبد الله صالح أراد
التخلص من منافسه الأحمر عن طريق إحراقه في حروب ضد الحوثيين، وبذلك يتخلص من الحوثيين
ومن الأحمر في وقت واحد، فكانت ألوية من الحرس الجمهوري اليمني تمد
الحوثيين بالسلاح سراً ليستطيعوا مقاومة قوات علي محسن الأحمر. حتى صادق الأحمر الذي جمع مقاتلين من قبيلته حاشد للقتال ضد الحوثيين إتهم علي عبد الله صالح بانه
كان يريد إنهاكهم عن طريق زجهم في حروب ضد الحوثيين "لضرب عصفورين بحجر"
على حد تعبيره
موقف الولايات المتحدة
الأمريكية
يرفع الحوثيون شعارا
مستفزاً يدعو بالموت لأميركا، ولكن الولايات المتحدة مهتمة
بالتنظيمات الجهادية السلفية/الوهابية في اليمن أكثر من أي شيء آخر. الأميركيون يدركون أن
الحوثيين ليسوا منظمة إرهابية عابرة للقارات والقوميات، ولا يسعون لاستثارة أقليات
المنطقة الدينية وعلاقتهم بدول إقليمية أو مجموعات متطرفة لم تثبت بعد. الحوثيين لم يستهدفوا مصالح أميركية ويدرك
الأميركيون أنهم يشاركونهم العداء للمتطرفين السنة المتوسعين في المنطقة. ولكن المعارك ضد الحوثيين أثبتت أنها أكبر مهدد
ومستنزف لموارد وطاقات الدولة أكثر من أي فصيل معارض آخر نشط في اليمن. لذلك يحرص الأميركيون على إيقاف الصراع وحث
الحكومة اليمنية على تقبل الحوثيين كممثلين سياسيين وتركيز جهودها لتطهير البلاد
من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب -
وهي جهود ضئيلة للغاية من الجانب اليمني.
عقب أحداث الحادي عشر
من سبتمر 2001، لاحظ علي عبد الله صالح أن السلفية ازدادوا قوة في اليمن ربما أكثر من اللازم وهو مالم يكن مخططاً،
فدعم حسين بدر الدين الحوثي بداية
لإعادة إحياء النشاط الزيدي في صعدة على الأقل، بالإضافة لتشجيعه لبعض هولاء السلفية
ترك حزب التجمع اليمني للإصلاح. ولكنه، عقب الغزو الأميركي للعراق عام 2003،
بدأ حسين بدر الدين الحوثي يظهر
معارضته لصالح ويتهمه علنا بـ"العمالة" لأميركا وإسرائيل. وعندما توجه
صالح لأداء صلاة الجمعة بأحد مساجد صعدة فوجئ بالمصلين يصرخون الشعار الحوثي :"
الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، فاعتُقل
600 شخص فورا وزج بهم في السجون، لإن المعارضة الحقيقية لم تكن لأميركا بقدر
ماكانت ضد علي عبد الله صالح وحكومته،
الخطاب المعادي لأميركا وإسرائيل في المنطقة العربية ككل ماهو إلا "شاشة
دخان" للتغطية على أهداف أخرى إما لشرعنة نظام دكتاتوري أو معارضته. وقد وجد حسين تأييدا من قبل السكان لنقمهم على
الحكومة بالدرجة الأولى. كان حسين يخطب في الناس عن الفقر والبؤس الذي
تعاني منه صعدة، عن غياب المدارس والمستشفيات وعن وعود حكومية كثيرة لم
يتم تنفيذ أي منها ، المشاريع التي رعاها حسين نفسه بتأمين إمدادات المياه النظيفة
وإدخال الكهرباء إلى صعدة ساعدته كثيراً ليلقى قبولا من السكان
كزعيم، رغم أنه لم يكن سياسياً نشطا في صنعاء ولا شيخ قبيلة بخبرة طويلة في الإنتهازية
السياسية، كسائر مشايخ القبائل اليمنية. أما أهدافه الحقيقية وأهداف الحركة
التي اتخذت اسمه لا تزال غير واضحة، من خلال خطبه ومحاضراته بدا حسين كأي خطيب
جمعة في اليمن والمنطقة العربية، لم يشر إلى الإمامة الزيدية ولا
إسقاط النظام ولا عن مشروع سياسي واضح يتجاوز "توعية الأمة عن مؤمرات
اليهود" بل من غير المرجح وجود ميليشيا اتخذت أي اسم عام 2004 ولكن
خطب حسين عن "عمالة الدول العربية لأميركا واليهود" لم تكن سوى هجوم
على علي عبد الله صالح نفسه. لم يكن حسين بدر الدين الحوثي
الشخصية اليمنية الوحيدة التي تنتقد علي عبد الله صالح مستعملة
نفس المبررات والصيغ مثل العمالة لأميركا "المسيحية" في حربها على
"المسلمين"، الذي جعل لحسين أهمية عند صالح كانت خلفيته كزيدي استطاع
تكوين قاعدة دعم شعبية في صعدة، معقل الأئمة الزيدية تاريخياً.
أعاد الرئيس صالح دعمه
السلفية وعينهم في مساجد صعدة عوضا عن أئمة المساجد أتباع حسين بدر الدين الحوثي،
وسُجن عدد كبير من أتباع حسين بدر الدين الحوثي بل
طال القمع أولئك المتعاطفين معه فقط. وأوقفت الحكومة المرتبات عن المدرسين المشاركين في
الأنشطة التي نظمها حسين. في جوان سنة 2004،
اعتقلت السلطات اليمنية 640 متظاهر من طلاب حسين في صنعاء ثم توجهت قوة لإعتقال حسين بدر الدين الحوثي نفسه
متهمة إياه بالسعي للإنقلاب على نظام الحكم الجمهوري وإعادة الإمامة الزيدية. عدة عوامل أقنعت صالح بضرورة تصفية أنصار حسين
الحوثي عسكرياً :
الجولات
الأولى
اشتبك أنصار حسين بدر الدين الحوثي مع الجيش اليمني في جوان 2004،
وجند صالح مقاتلين قبليين من العصيمات، وهي إحدى قبائل حاشد السبعة. استعمل المقاتلون الحوثيون القنابل
اليدوية والأسلحة الخفيفة في مدينة صعدة وكتاف وهزموا القوات القبلية من حاشد الموالية لصالح وقطعوا رأس قائدها. في 10 سبتمبر 2004 بعد
إعلان الحكومة اليمنية مقتل حسين بدر الدين الحوثي ونشرها
صورًا لجثته على الصحف الحكومية مسحولة في الشوارع وكانت تلك نهاية ما عرف بالحرب
الأولى. أرقام الخسائر ليست متوفرة بصورة دقيقة لغياب
مصادر محايدة لتغطية المعارك. توجه بدر الدين الحوثي إلى صنعاء بدعوة من علي عبد الله صالح ولكنه
عاد إلى صعدة بعد شهرين لأن صالح لم يلتق به. تولى عبد الملك الحوثي القيادة
عقب مقتل أخيه.
شهدت الحرب السادسة
تطوراً بتدخل السعودية. الأحداث التي أدت لتدخل السعودية في القتال لا تزال
غير معروفة بشكل واضح حتى الآن. اتهمت السعودية الحوثيين بـ"التسلل" وإطلاق النار على
حرس الحدود السعودي. الحوثيين قالوا بأن السعودية كانت تسمح لقوات الجيش اليمني بالتمركز في جبل
الدخان بجيزان لمهاجمتهم من الخلف، وأنهم تحدثوا للسعودية بهذا
الشأن دون أن يتلقوا رداً. فاقتحموا المنطقة في 2 نوفمبر2009 قائلين
أن الجنود السعوديين بادروهم بإطلاق النار أولاً ولكن تقارير أخرى تشير إلى
إشتباكات من أكتوبر. الحوثيون يتهمون السعودية بالتدخل في صعدة منذ 2007. من 4 نوفمبر والطيران السعودي يقصف مواقع حدودية وداخل اليمن رغم نفي الحكومة اليمنية أن الطيران السعودي يقصف
مواقع في صعدة. وأصدرت المؤسسة الدينية الحنابلي بالسعودية بيانات
تصف عمليات الطيران السعودي بـ"الجهاد". وجند علي محسن الأحمر وعلي عبد الله صالح مقاتلين
قبليين تحديداً من مختلف المناطق لقتال الحوثيين، معظمهم مرتبط بحزب علي عبدالله
صالح. اتهم عبد الملك الحوثي الطيران
السعودي باستعمال الفوسفور الحارق. وكما كان متوقعا، ادعى كل طرف تحقيقه انتصارات
عسكرية عقب كل إشتباك. اتهم عبد الملك الحوثي الجيش اليمني بالخيانة، وأنه ليس جيشا لحماية الوطن والمواطنين،
مستغربا من عدم تصديه للقوات السعودية.
أعلن الحوثيون
تأييدهم لثورة الشباب اليمنية،
وإتخذوا لأنفسهم اسما جديداً وهو "أنصار الله". فر محافظ صعدة طه هاجر إلى صنعاء وعين الحوثيون فارس مناع محافظا بدلا عنه في مارس 2011.
حصار دماج
في عام 2011،
أغلق الحوثيون المعابر المؤدية لدماج. يتهمهم أعدائهم بأنهم يحاولون تطهير صعدة من السنة ولكن الحوثيون ينفون هذا الإتهام ويقولون
أنهم لا يحاصرون مدرسة دار الحديث ولكنهم يتحققون من دخول الأسلحة والعناصر
الأجنبية إلى المدرسة. وتجددت الإشتباكات في أكتوبر 2013 بدعم
من حسين الأحمر للوهابية بزعم أن من سماهم الروافض يقتلون حفاظ كتاب الله وكان حسين الأحمر نفسه قد
توسط لدى الحكومة اليمنية للإفراج عن فارس مناع أحد كبار تجار السلاح في اليمن والمقرب من الحوثيين قام الرئيس عبد ربه منصور هادي بارسال عبد القادر هلال عام 2014 وتم
توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار سرعان ماتم خرقه وكلا الطرفين الحوثيين ومواقع
مساندة لعائلة الأحمر يتهم الطرف الآخر بخرق شروط الهدنة ولم يتسنى التأكد
لعدم توفر تحقيق مستقل. إلا أن حسين الأحمر نفى وجود اتفاق لايقاف اطلاق النار
وانه يستكمل مسيرة الدفاع عن
الجمهورية على حد تعبيره وذلك بعد يوم واحد من إعلان الحوثيين عن قتلهم لعدد من أفراد أسرة الأحمر وسكرتير
الجنرال علي محسن الأحمر المدعو
خالد العندولي ويزعم الحوثيون أن فرقا من الجيش اليمني تقاتل بجانب عائلة الأحمر تم اغتيال عدد من السياسيين المقربين من الحوثيين مثل عبد الكريم جدبان وأحمد شرف الدين خلال
سير جلسات مؤتمر الحوار الوطني اليمني توقفت المعارك في دماج بعد قرار رئاسي يقضي
بطرد المسلحين الحنابلة السنة الأجانب الوافدين على اليمن من دماج وجُمعت 830 جثة من جثث الحنابلة كانت حصيلة
المواجهات مع الحوثيين ورغم أن القرار الرئاسي قضى بخروج الأجانب فحسب
إلا أن الحنابلة الحاملين للجنسية اليمنية قرروا الخروج كذلك
بقي صالح رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام ولا زال يمارس عمله السياسي. حيث وفرت اتفاقية المبادرة الخليجية حصانة لعلي عبد الله صالح من الملاحقة القانونية فأصبحت قانوناً أقره مجلس النواب اليمني واعتبره
سياديا لا يجوز الطعن فيه، ونص
القانون على «منح علي عبد الله صالح، الحصانة التامة من الملاحقة القانونية
والقضائية. وتنطبق الحصانة من الملاحقة الجنائية على المسؤولين الذين عملوا مع
الرئيس في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والامنية فيما يتصل بأعمال ذات دوافع
سياسية قاموا بها أثناء أدائهم لمهامهم الرسمية، ولاينطبق ذلك على أعمال الإرهاب.،
المرتكبة أثناء أداء الخدمة على مدار حكمه لمدة 33 عاماً».
قام الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي وصل للحكم في فبراير 2012 خلفاً
لصالح. بعملية هيكلية للجيش اليمني وشرع بإقالة العديد من القادة العسكريين المرتبطين بصالح
ونجله أحمد،
وأيضاً من قاموا بتأييد الثورة ضد علي صالح من القادة
العسكريين. وقام هادي بإصدار قرارات بتفكيك بعض الألوية العسكرية التابعة للحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع، وقضت تلك القرارات بدمج وحدات من الحرس الجمهوري في القوات
البرية ووحدات أخرى حولت إلى احتياط وزارة الدفاع،
ودمج وحدات الفرقة الأولى مدرع في القوات البرية.
ولكن تلك القرارات واجهت تمردات عسكرية فقد تمرد طارق محمد عبد الله صالح لمدة 65 يوما رفضاً
للقرارات،
تخلى صالح بعد ذلك عن قيادة اللواء المتمردة، ويعتبر
اللواء الثالث التابع للحرس الأقوى والأفضل تجهيزا في الجيش. وفي 14 أغسطس 2012 قام
مئات من جنود الحرس الجمهوري الموالون لصالح بالهجوم على مقر وزارة الدفاع بصنعاء
بالأسلحة الرشاشة وبالقذائف المضادة للدروع.
في 15 ديسمبر 2012، وسط توترات بين وحدات "الحرس الجمهوري"
والرئيس عبد ربه منصور هادي،
رفض أحمد علي التخلي عن السيطرة على ألوية
الصواريخ وتسليمها
إلى وزارة الدفاع، وفي 19 ديسمبر، رد الرئيس هادي بإصدار مراسيم إعادة هيكلة الجيش اليمني إلى أربعة فروع رئيسية بما فيها القوات البرية والقوات البحرية والقوات الجوية، وقوات حرس الحدود اليمنية،
مما جعل مسألة قبول أحمد علي أو رفضه غير لازمه، وذلك في محاولة من جانب الرئيس هادي لإضعاف نفوذ النخبة
السياسية والعسكرية في اليمن.
التحالف مع الحوثيين
سمحت الحصانة لصالح بلعب دور حيوي وحاسم في تأمين
التحالفات القبلية والعسكرية التي سمحت للحوثيين بالسيطرة على عمران ومن ثم صنعاء
في 21 سبتمبر 2014، حيث لا يزال نفوذ صالح مستمراً على القادة السياسيين
والعسكريين،
عندما بدأ مؤتمر الحوار الوطني اليمني بمشاركة عدة أطراف بما فيهم جماعة أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي استحوذ على
أكبر نصيب من عدد المقاعد بقيادة صالح، وبينما كان "ممثلوا" الطرفين السابقين في
الحوار يدلون بآرائهم وتصوراتهم الليبرالية بشأن قضايا مختلفة، كانت القيادة الفاعلة
للحوثيين يحضرون لمعركتهم القادمة في محافظة عمران، بالتنسيق مع المؤتمر الشعبي العام،
لملاحقة عائلة عبد الله الأحمر والسيطرة على مراكز نفوذهم في المحافظة، وبعد ذلك اجتاح الحوثيون معسكر اللواء 310 مدرع لاعتباره تابعاً لعلي محسن الأحمر وموالياً لحزب التجمع اليمني للإصلاح،
وقتلوا قائده حميد القشيبي وتقدموا باتجاه صنعاء.
بعد سنوات من استقالته لا يزال جزء كبير من الجيش مواليا
له. خاصة قوات الحرس الجمهوري اليمني،
التي تحارب حالياً جنبا إلى جنب مع الحوثيين. والتي كانت تحت قياده
نجله أحمد، حيث قدر نفوذ صالح على الجيش بحوالي 70% من الجيش اليمني. ويعتبر صالح اللاعب
الأهم في الصراع على السلطة بين الحوثيين وحكومة الرئيس هادي، باعتباره من الحلفاء
الرئيسيين للحوثيين وأحد أهم القوى الدافعة في الصراع.
أصدرت لجنة العقوبات الأممية بيانا في 7 نوفمبر 2014 بشأن
التنسيق بين علي عبد الله صالح والحوثيين، حيث فرض "مجلس الأمن الدولي" التابع للأمم المتحدة عقوبات على الرئيس السابق علي عبد الله صالح واثنين من كبار
القادة العسكريين للحوثيين عبد الخالق الحوثي (أخ
شقيق لعبد الملك) وعبد الله يحيى الحكيم المعروف ب"أبو علي الحاكم" لاتهامهم بتهديد
السلام والاستقرار في اليمن، وتهدف العقوبات لوضعهم في قائمة المنع من السفر إضافة
إلى تجميد أصولهم. وقامت الولايات المتحدة
بإجراءات مماثلة وتهدف العقوبات الأمريكية لمنع الشركات الأمريكية من التعامل معهم
وتجميد أصولهم المالية إن وجدت في الولايات المتحدة، وقالت وزارة المالية
الأمريكية إنها وضعت أسماء علي عبد الله صالح وعبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم في اللائحة السوداء لأنهم "انخرطوا في أعمال تهدد
بشكل مباشر أو غير مباشر السلام والأمن والاستقرار في اليمن"،
وأضافت وزارة المالية الأمريكية أن الرجال الثلاثة
"استخدموا العنف الذي من شأنه تقويض العملية السياسية وعرقلة تنفيذ عملية
الانتقال السياسي في اليمن".
في 8 يونيو فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على عبد الملك الحوثي وأحمد علي عبد الله صالح،
ونصت العقوبات على منعهم من السفر و"تجميد الأصول المالية"، وذلك
تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216.
ويشمل قرار مجلس الأمن حظر توريد الأسلحة والعتاد ووسائل
النقل العسكرية، لعلي عبد الله صالح ونجله أحمد وعبد الملك الحوثي وعبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم (أبو علي الحاكم)،
وكافة الأطراف التي تعمل لصالحهم أو تنفيذاً لتعليماتهم في اليمن، وطالب القرار الدول المجاورة بتفتيش الشحنات المتجهة إلى
اليمن في حال ورود اشتباه بوجود أسلحة فيها، وطالب الحوثيون بوقف القتال وسحب
قواتهم من المناطق التي فرضوا سيطرتهم عليها بما في ذلك صنعاء.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire